عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا ( 1- عن أى شئ يسأل هؤلاء الجاحدون بعضهم بعضا؟!
2 ، 3- عن الخبر العظيم ، خبر البعث الذى هم موغلون فى الاختلاف فيه بين منكر له وشاك فيه .
4- زجراً لهم عن هذا التساؤل ، سيعلمون حقيقة الحال حين يرون البعث أمراً واقعاً .
5- ثم زجراً لهم ، سيعلمون ذلك عندما يحل بهم النكال .
6- ألم يروا من آيات قدرتنا أنا جعلنا الأرض ممهدة للاستقرار عليها والتقلب فى أنحائها؟!
7- وجعلنا الجبال أوتاداً للأرض تُثَبِّتها .
8- وخلقناكم مزدوجين ذكوراً وإناثاً .
وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16) 9- وجعلنا نومكم راحة لكم من عناء العمل .
10- وجعلنا الليل ساتراً لكم بما يُغطِّيكم من ظلمته .
11- وجعلنا النهار وقت سعى لكم لتحصيل ما به تعيشون .
12- وأقمنا فوقكم سبع سموات قويات محكمات .
13- وأنشأنا شمساً مضيئة متوقدة .
14- وأنزلنا من السحب الممطرة ماء قوى الانصباب .
15- لنخرج بهذا لماء حبّاً ونباتاً غذاء للناس والحيوان .
16- وبساتين ذات أشجار ملتفة متشابكة الأغصان .
إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20) إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) 17- إن يوم الفصل بين الخلائق كان ميعاداً مقدراً للبعث .
18- يوم ينفخ فى الصور للبعث فتأتون إلى المحشر جماعات جماعات .
19- وشققت السماء من كل جانب فصارت أبواباً .
20- وسُيِّرت الجبال بعد قلعها من مقارها وتفتتها ، فصارت تريك صورة الجبال وهى غبار متكاثف كالسراب يريك صورة الماء وليس بماء .
21- إن جهنم كانت موضع رصد يترقب منه الخزنة أهلها .
22- للطغاة المتجبرين مصيراً سيئاً يجازون فيه ما انتهكوا من حدود الله وحرمات العباد .
23- ماكثين فيها دهوراً متتابعة .
24- لا يذوقون فيها نسيماً ينفس عنهم حرها ، ولا شراباً يسكن عطشهم فيها .
25- لكن يذوقون ماء بالغاً الغاية فى الحرارة ، وصديداً يسيل من جلود أهلها .
26- جزاء موافقاً لأعمالهم السيئة .
27- إنهم كانوا لا يتوقعون الحساب ، فيعملوا للنجاة منه .
وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) 28- وكذَّبوا بآيات الله الدالة على البعث تكذيباً شديداً .
29- وكل شئ ضبطناه كتابة .
30- فذوقوا ، فلن يكون لكم إلا المزيد من العذاب .
31- إن للذين يتقون ربهم نجاة من العذاب وظفراً بالجنة .
32- حدائق مثمرة وأعنابا طيبة .
33- وعذارى نواهد مُتَماثلات فى السن .
34- وكأساً ممتلئة صافية .
35- لا يسمعون فى الجنة لغواً من القول ولا كذاباً .
36- جزاء عظيماً من ربك ، تفضلاً منه وإحساناً كافياً .
37- رب السموات والأرض وما بينهما . الذى وسعت رحمته كل شئ لا يملك أحد حق من مخاطبته .
38- يوم يقوم جبريل والملائكة مصطفِّين خاشعين . لا يتكلم أحد منهم إلا من أذِن له الرحمن بالكلام ، ونطق بالصواب .
ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا (39) إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40) 39- ذلك اليوم الذى لا شك فيه ، فمن شاء اتخذ إلى ربه مرجعاً كريماً والعمل الصالح .
40- إنا حذَّرناكم عذاباً قريباً وقوعه . يوم ينظر المرء ما قدَّمت يداه من عمل ، ويقول الكافر متمنياً الخلاص : يا ليتنى بقيت تراباً بعد الموت ، فلم أبعث ولم أحاسب .
وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ ( أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9) 1- أقسم بكل ما أودعت فيه قوة نزع الأشياء من مقارها بشدة .
2- وبكل ما أودعت فيه قوة إخراج الأشياء فى خفة ولين .
3- وبكل ما أودعت فيه السرعة فى تأدية وظائفه بسهولة ويسر .
4- فالسابقات التى تسبق فى أداء ما وكِّل إليها سبقاً عظيماً .
5 ، 6 ، 7- فالمدبرات التى تدبر الأمور وتصرفها بما أودع فيها من خصائص : لتقومن الساعة يوم تزلزل النفخة الأولى جميع الكائنات ، تتبعها النفخة الثانية التى يكون معها البعث .
8- قلوب فى ذلك اليوم فزعة شديدة الاضطراب من الخوف .
9- أبصار أصحابها حزينة ذليلة منكسرة .
يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (11) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (14) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) 10- يقول هؤلاء المنكرون للبعث - : أنرد بعد الموت أحياء إلى الخلقة الأولى كما كنا؟!
11- أئذا صرنا عظاماً بالية نرد ونبعث من جديد؟ .
12- قالوا - منكرين مستهزئين - : تلك الرجعة إن وقعت : رجعة خاسرة ، ولسنا أهل خسران .
13 ، 14- لا تحسبوا الرجعة عسيرة ، فإنما هى صحيحة واحدة ، فإذا الموتى حضور بأرض المحشر .
15 ، 16- هل أتاك - يا محمد - حديث موسى حين ناداه ربُه بالوادى المطهر المسمى « طوى » .
17- اذهب إلى فرعون الذى جاوز الحد فى الظلم .
18- فقل : هل لك فى أن تتطهر؟
19- وأرشدك إلى معرفة ربك ، فتخشاه .
فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33) 20- فأرى موسى فرعونَ المعجزة الكبرى .
21- فكذب فرعونُ موسى فيما جاء به ، وعصاه فيما دعاه إليه .
22- ثم تولى عنه يجتهد فى معارضته .
23 ، 24- فجمع السحرة ، ودعا الناس فقال : أنا ربكم الأعلى .
25- فعذَّبه الله عذاب المقالة الآخرة : وهى أنا ربكم الأعلى ، وعذاب المقالة الأولى ، وهى تكذيبه لموسى عليه السلام .
26- إن فى ذلك الحديث لعظة لمَن يخاف الله .
27 ، 28- أخَلْقُكُم - أيها المنكرون - للبعث أشقُ أم خلق السماء؟ ضم أجزاءها المتفرقة بعضها إلى بعض . رفع جرمها فوقكم ، فجعلها مستوية لا تفاوت فيها ولا خلل .
29- وأظلم ليلها وأظهر نهارها .
30- والأرض بعد ذلك بسَطَها ومهدها لسكنى أهلها .
31- أخرج منها ماءها بتفجير عيونها ، وإجراء أنهارها ونباتها ليقتات به الناس والدواب .
32- والجبال ثبَّتها .
33- متاعاً لكم ولأنعامكم .
فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) 34- فإذا جاءت القيامة التى تعم أهوالها .
35- يوم يتذكر الإنسان ما عمله من خير أو شر .
36- وأظهرت الجحيم إظهاراً بينا ، ماثلة أمامكم .
37 ، 38 ، 39- فأما مَن تجاوز الحد بعصيانه ، واختار لنفسه الحياة الفانية ، فإن النار المتأججة هى مأواه .
40 ، 41- وأما مَن خاف عظمة ربه وجلاله ، وكف نفسه عن الشهوات ، فإن دار النعيم هى المنزل لا غيرها .
42- يسألونك - يا محمد - عن الساعة متى وقوعها؟ .
43- ليس عِلْمها إليك حتى تذكرها لهم .
44- إلى ربك منتهى علمها لا إلى غيره .
45- إنما واجبك إنذار مَن يخاف لا الإعلام بوقتها .
46- كأنهم يوم يشاهدونها لم يلبثوا فى الدنيا إلا مقدار عشية أو ضحاها .
عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى ( وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) 1- تغيَّر وجه النبى صلى الله عليه وسلم ضائقا معرضا .
2- لأِنْ جاءه الأعمى يسأل عن أمر دينه .
3- ومَا يُدْريك لعل هذا الأعمى يتطهر بما يتلقاه عنك .
4- أو يتعظ فتنفعه العظة .
5 ، 6- أما مَن استغنى بثروته وقوته فأنت تُقْبل عليه ، وتهتم بتبليغه دعوتك .
7- وأى شئ عليك إذا لم يتطهر بالإيمان؟!
8 ، 9 ، 10- وأما مَن جاءك يسرع لطلب العلم والهداية ، وهو يخاف الله فأنت عنه تتشاغل .
كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16) قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22) 11- حقاً إن هذه الآيات عظة .
12- فمن شاء اتعظ بالقرآن .
13- هو فى صحف مكرمة عند الله .
14- عالية القدر والمكانة . منزهة عن كل نقص .
15- بأيدى ملائكة جعلهم الله سفراء بينه وبين رسله .
16- أخيار محسنين .
17- هلاكاً للإنسان . ما أشد كفره!!
18- أمَا يتذكر حقيقة أصله ، ومن أى شئ خُلق؟!
19- من ماء مهين . بدأ خلقه فقدَّره أطواراً .
20- ثم يسر له الطريق إلى الإيمان ، وأعلمه به .
21- ثم أماته ، فكرمه بأن يقبر .
22- ثم إذا شاء أحياه بعد الموت .
كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) 23- حقاً لمَّا يقض الإنسان - مع امتداد حياته فى الدنيا - ما أمره الله به من الإيمان والطاعة .
24- فليتأمل الإنسان شأن طعامه ، كيف دبرناه ويسرناه! .
25- إنا أنزلنا الغيث من السماء إنزالاً .
26- ثم شققنا الأرض بالنبات شقاً .
27- فأنبتنا فيها حبا يقتات به الناس .
28- وعنباً ونباتاً يؤكل رطباً .
29- وزيتوناً طيباً ، ونخلاً مثمراً .
30- وحدائق ملتفة الأغصان .
31- وثماراً يتفكه بها ، وعشباً تأكله البهائم .
مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32) فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42) 32- أنبتنا ذلك متاعاً لكم ولأنعامكم .
33- فإذا جاءت صيحة القيامة التى تَصُم الآذان .
34 ، 35 ، 36- يوم يهرب المرء من أخيه ، وأمه وأبيه ، وزوجته وبنيه .
37- لكل امرئ من هؤلاء فى هذا اليوم شأن يشغله .
38 ، 39- وجوه فى هذا اليوم مضيئة مشرقة مسرورة بنعيم الله .
40- ووجوه فى هذا اليوم عليها غبار وكدورة .
41- تغشاها ظلمة وسواد .
42- أولئك أصحاب هذه الوجوه الكفرة الفجرة .
إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ (4) 1- إذا الشمس لُفَّتْ ومُحِىَ ضوؤها .
2- وإذا النجوم انطمس نورها .
3- وإذا الجبال حُرِّكت من أماكنها .
4- والذى مَنْ شَأْنُه أن يحمل ويلد فقد خاصته .
وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (5) وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (6) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ( بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (9) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (10) وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ (11) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (12) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ (14) فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) 5- وإذا الوحوش جُمِعت من أوكارها وجحورها ذاهلة من شدة الفزع .
6- وإذا البحار تأججت ناراً .
7- وإذا الأرواح قرنت بأجسادها .
8 ، 9- وإذا المدفونة حية سئلت - ترضية لها ، وسخطاً على من وَأدَها - : بأى جريرة قتلت ، ولا ذنب لها؟ .
10- وإذا الصحف التى كتبت فيها أعمال أصحابها بسطت عند الحساب .
11- وإذا السماء أزيلت من مكانها .
12- وإذا النار أوقدت إيقاداً شديداً .
13- وإذا الجنة أُدْنيت وقربت .
14- إذا حدثت تلك الظواهر علمت كل نفس ما قدَّمته من خير أو شر .
15- فأقسم قسماً مؤكداً بالنجوم التى تنقبض عند طلوعها ، فيكون ضوؤها خافتاً .
16- الجارية التى تستتر وقت غروبها .
وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22) وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23) وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25) فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26) إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29) 17- وبالليل إذا خف ظلامه عند إدباره .
18- وبالصبح إذا بدأ ضوؤه وهب نسيمه .
19- إن القرآن لقول رسول من الله كريم عليه .
20- صاحب قوة فى أداء مهمته ، صاحب مكانة ومنزلة عند الله ذى العرش .
21- مطاع أمين على الوحى هناك فى الملأ الأعلى .
22- وما رسولكم - الذى صاحبتموه وعرفتم رجاحة عقله - بمجنون .
23- وأقسم : لقد رأى محمد - صلى الله عليه وسلم - جبريل بالأفق المظهر لما يرى فيه .
24- وما محمد على الوحى ببخيل يقصر فى تبليغه وتعليمه .
25- وما الوحى المنزل عليه بقول شيطان مطرود من رحمة الله .
26- فأى طريق أهدى من هذا الطريق تسلكون؟!
27- ما القرآن إلا تذكير وموعظة للعالمين .
28- لمن أراد منكم الاستقامة وتحرى الحق والصواب .
29- وما تشاءون شيئاً إلا أن يشاء الله رب العالمين ذلك .
إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5) يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6) 1- إذا السماء انشقت .
2- وإذا الكواكب تساقطت مُتبعثرة .
3- وإذا البحار فُتِحَ بعضها فى بعض بزوال الحواجز بينها .
4- وإذا القبور بُعثرت ، فخرج من فيها من الموتى .
5- علمت كل نفس ما أسلفت من خير أو شر ، وما أخرت من ذلك .
6- يا أيها الإنسان : أى شئ خدعك بربك الكريم حتى تجرأت على معصيته؟ .
الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ( كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12) إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19) 7- الذى أوجدك من العدم ، فخلق لك أعضاء تنتفع بها . وجعلك معتدلاً متناسب الخلق .
8- فى أى صورة من الصور شاءها ربّك وأوجدك عليها .
9- ردعا لكم . بل تكذبون بالجزاء يوم القيامة .
10 ، 11 ، 12- وإن عليكم لملائكة حافظين ، كراماً لدينا ، مسجلين عليكم أعمالكم ، يعلمون الذى تفعلونه من خير وشر .
13- إن الصادقين فى إيمانهم لفى نعيم عظيم .
14 ، 15- وإن الذين انشقوا عن أمر الله لفى نيران محرقة يدخلونها يوم الجزاء .
16- وإنهم لن يفلتوا من جهنم وسيكونون بعض وقودها .
17- وأى شئ أعلمك ما يوم الجزاء ، وأمره خارج عن درايتك وتصورك؟ .
18- ثم أى شئ أعلمك ما يوم الجزاء فى الهول والشدة؟ .
19- يوم لا تملك نفس لنفس شيئا من النفع أو الضرر والأمر يومئذٍ لله - وحده - .
وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6) 1 ، 2 ، 3- هلاك للمطففين . الذين إذا أخذوا لأنفسهم الكيل من الناس يأخذونه وافيا زائدا ، وإذا كالوا للناس أو وزنوا لهم ينقصونهم حقهم الواجب لهم اعتداء عليهم .
4 ، 5- ألا يخطر ببال هؤلاء المطففين أنهم سيبعثون ليوم عظيم الهول؟ .
6- يوم يقوم الناس لأمر رب العالمين وقضائه .
كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ ( كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13) كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (16) ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (17) كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18) 7- ارتدعوا عن التطفيف والغفلة عن البعث . وإن ما كُتب على الفجَّار من عملهم السيئ لفى سجين .
8- وما أعلمك ما سجين؟ .
9- هو كتاب مسطور بيِّن الكتابة .
10- هلاك للمكذبين يومَ إذْ يكون البعث والجزاء .
11- الذين يُكذبون بيوم الجزاء .
12- وما يكذب بيوم الجزاء إلا كل متجاوز الحد مصرٍّ على الذنب .
13- إذا تُتلى عليه آيات الله الناطقة بحصول الجزاء قال : أباطيل السابقين .
14- ارتدع - أيها المعتدى - عن هذا القول الباطل ، بل غطى على قلوب المعتدين ما اكتسبوه من الكفر والمعاصى .
15- حقا إن المكذبين لمحجوبون عن رحمة ربهم يومئذٍ بسبب ما اكتسبوه من المعاصى .
16- ثم إنهم لداخلون الجحيم .
17- ثم يقال - تبكيتا لهم - : هذا العذاب النازل بكم الذى كنتم به تكذبون فى الدنيا .
18- حقا إن ما كتب من أعمال المحسنين لفى عليين .
وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20) يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21) إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26) وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28) إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ (30) وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ (31) وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ (32) وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (33) 19- وما أعلمك ما عِليّون؟! والمعنى : تعظيم وتفخيم لهذا الكتاب وموضعه .
20 ، 21- هو كتاب مسطور بيّن الكتابة ، يحضره ويحفظه المقربون من الملائكة .
22 ، 23- إن الإبرار لفى نعيم الجنة . على الأرائك ينظرون إلى ما أولاهم الله من النعمة والكرامة .
24- تعرف فى وجوههم بهجة النعيم ونضارته .
25 ، 26- يُسْقَون من شراب خالص مصون لا تزيده الصيانة إلا طيبا ، وفى نيل ذلك النعيم فليتسابق المتسابقون .
27 ، 28- ومِزاج الرحيق من ماء تسنيم فى الجنة : عينا يشرب منها المقربون دون غيرهم من أهل الجنة .
29- إن الذين ارتكبوا الجُرْم فى حق الدين كانوا يضحكون استهزاء فى الدنيا من الذين آمنوا .
30- وإذا مر المؤمنون بهم يغمز بعضهم بعضا استهزاء .
31- وإذا رجع المجرمون إلى أهلهم رجعوا فرحين باستخفافهم بالمؤمنين .
32 ، 33- وإذا رأوا المؤمنين ، قالوا : إن هؤلاء لضالون لإيمانهم بمحمد ، وما أرسل هؤلاء المجرمون حاكمين عليهم بالرشد أو الضلال حافظين لأعمالهم .
فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36) 34- فيوم الجزاء تجد الذين آمنوا من الكفار يضحكون جزاء ما ضحكوا سخرية بهم فى الدنيا .
35- على الأسرَّة والمتكآت ينظر المؤمنون ما أولاهم الله من النعيم .
36- هل جوزى الكفار فى الآخرة ما كانوا يفعلون فى الدنيا؟ والاستفهام هنا للتقرير .
إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5) يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ (6) 1- إذا السماء تصدعت بما يؤذن بزوالها .
2- وسمعت لربها وأطاعت ، وجدير بها أن تسمع وتطيع .
3- وإذا الأرض زيدت سعة بدك جبالها وإزالة آكامها ، وتغيرت طبيعتها .
4- ورمت ما بجوفها من الموتى والكنوز ، وتخلت عنه .
5- وانقادت لربها فى زيادة سعتها ، وإلقاء ما فى جوفها وتخليها عنه ، وحقيق بها ذلك . إذا حدث كل ما تقدم لَقِىَ كل إنسان جزاء عمله .
6- يا أيها الإنسان : إنك مجدّ فى عملك جدا يوصلك إلى غايتك ، فملاق ربك بعملك ، فيجازيك عليه .
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ( وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (9) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَى سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (13) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (14) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (15) فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ (16) وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (17) وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ (18) لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ (19) فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (20) وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ (21) 7 ، 8 ، 9- فأما مَن أعطى كتاب عمله بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا ، ويرجع إلى عشيرته من المؤمنين مبتهجا .
10 ، 11 ، 12- وأما من أوتى كتابه بشماله من وراء ظهره تحقيرا لأمره ، فسوف يصبح متمنيا هلاك نفسه ويدخل جهنم يحترق بنارها .
13- إنه كان بين أهله فى الدنيا مسرورا بما أوتيه ، لاهيا عن العمل لعاقبته .
14- إنه ظن أنه لن يرجع إلى الله فيحاسبه .
15- بل سيرجع ويُحاسب ، إن ربه كان به وبأعماله بصيرا .
16- فأقسم قسما مؤكدا بحمرة الأفق بعد الغروب .
17- والليل وما جَمَعَ ولَف فى ظلمته من الناس والدواب وغيرها .
18 ، 19- والقمر إذا تكامل وتم نوره ، لَتلاقُنَّ حالاً بعد حال ، بعضها أشد من بعض ، من الموت والبعث وأهوال القيامة .
20- فأى شئ لهؤلاء الجاحدين يمنعهم من الإيمان بالله والبعث بعد وضوح الدلائل على وجوبه .
21- وإذا سمعوا آيات القرآن لا يسجدون ولا يخضعون .
بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (22) وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ (23) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (24) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (25) 22- بل هؤلاء - لكفرهم - يُكذبون عنادا وتعالياً عن الحق .
23- والله أعلم بما يضمرون فى قلوبهم .
24- فبشِّرهم بعذاب أليم مستهزئا بهم .
25- لكن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم عند الله أجر غير مقطوع عنهم ولا محسوب عليهم .
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) 1- أقسم بالسماء ذات المنازل التى تنزلها الكواكب أثناء سيرها .
2- وباليوم الموعود للحساب والجزاء .
3- وبحاضر من الخلائق فى هذا اليوم ، وما يحضر فيه من الأهوال والعجائب .
4- لقد لعن الله أصحاب الشق المستطيل فى الأرض .
النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ( الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11) 5- أصحاب النار ذات الوقود التى أضرموها لعذاب المؤمنين .
6- إذ هم على حافتها قعود يشهدون عذاب المؤمنين .
7- وهم على الذى يفعلون بالمؤمنين - من تعذيبهم - حضور .
8- وما أنكروا من المؤمنين إلا إيمانهم بالله القوى الذى يُخشى عقابه ، الحميد الذى يُرجى ثوابه .
9- الذى له - وحده - ملك السموات والأرض ، والله على كل شئ مما يفعله المؤمنون والكافرون شهيد يشهد ذلك ويجزى عليه .
10- إن الذين امتحنوا المؤمنين والمؤمنات فى دينهم بالأذى والتعذيب بالنار . ثم لم يرجعوا عن ذلك ، فلهم فى الآخرة عذاب جهنم بكفرهم ، ولهم عذاب الحريق بإحراقهم المؤمنين .
11- إن الذين جمعوا إلى الإيمان بالله العمل الصالح . لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار . ذلك النعيم الذى جوزوا به هو الفوز الكبير .
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19) وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20) بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22) 12- إن أخذ ربك للجبابرة والظلمة بالغ الغاية فى الشدة .
13- إنه - وحده - يبدأ الخلق ويعيدهم .
14- وهو كثير المغفرة لمن تاب وأناب . كثير المحبة لمن أحبَّه وأطاعه .
15- صاحب العرش ومالكه ، عظيم فى ذاته وصفاته .
16- فعَّال لما يريد لا يتخلف عن قدرته مراد .
17- هل أتاك - يا محمد - حديث الجموع الطاغية من الأمم الخالية؟ .
18- قوم فرعون ، وثمود ، وما حل بهم من جزاء تماديهم فى الباطل .
19- بل الكافرون من قومك أشد فى تكذيبهم لك من تكذيب هؤلاء لرسلهم .
20- والله متمكن منهم عالم بهم .
21- بل ما جئتهم به قرآن عظيم بيِّن الدلالة على صدقك .
22- فى لوح محفوظ لا ترقى إليه قوة بتحريف أو تبديل .
وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) 1- أقسم بالسماء وبالنجم الذى يظهر ليلاً .
2 ، 3- وأى شئ أعلمك ما حقيقة هذا النجم؟ هو الذى ينفذ ضوؤه فى الظلام .
4- ما كل نفس إلا عليها حافظ يرقبها ويحصى عليها أعمالها .
5- فليفكر الإنسان من أى شئ خلق؟ .
6- خلق الإنسان من ماء متدفق .
7- يخرج هذا الماء من بين الصلب وعظام الصدر من الرجل والمرأة .
إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ( يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17) 8- إن الله الذى خلقه هكذا ابتداء لقادر على إعادة خلقه بعد موته .
9- يوم تُمَتَحن الضمائر ، ويُميز بين ما طاب منها وما خبث .
10- فما للإنسان فى ذلك الوقت من قوة ذاتية ولا خارجية يمتنع بها ، ولا ناصر ينتصر به .
11- أقسم بالسماء ذات المطر الذى يعود ويتكرر .
12- وبالأرض ذات الإنشقاقات التى تتكون منها البحار والأنهار .
13 ، 14- إن القرآن فاصل بين الحق والباطل ، وليس فيه شائبة اللعب والباطل .
15- إن المكذبين بالقرآن يمكرون فى إبطال أمره مكرا بالغ الغاية .
16- وأجازيهم وأقابل كيدهم بكيد متين لا يدفعونه .
17- فأنظر الكافرين : أمهلهم إمهالا قريبا حتى آمرك فيهم بأمر حاسم .
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5) سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7) 1- نزِّه اسم ربك الأعظم عما لا يليق به .
2- الذى خلق كل شئ فجعله مستوى الخلق فى إحكام واتساق .
3- والذى قدَّر لكل شئ ما يصلحه فهداه إليه .
4- والذى أخرج من الأرض ما ترعاه الدواب من صنوف النباتات .
5- فصيره بعد الخضرة يابسا مسودا .
6- سنجعلك - يا محمد - قارئا بإلهام منا ، فلا تَنْس ما تحفظ .
7- إلا ما شاء الله أن تنساه ، إنه تعالى يعلم ما يجهر به عباده وما يخفونه من الأقوال والأفعال .
وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى ( فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى (13) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19) 8- ونوفقك للطريقة البالغة اليسر فى كل أحوالك .
9- فذكر الناس إن نفعت الذكرى ، فشأنها أن تنفع .
10- سينتفع بتذكيرك من يخاف الله .
11- ويتجنب الذكرى الأشقى المصر على العناد والكفر .
12- الذى يدخل النار الكبرى المعدة للجزاء .
13- ثم لا يموت فى النار فيستريح بالموت ، ولا يحيا حياة يهنأ بها .
14- قد فاز مَن تطهر من الكفر والمعاصى .
15- وذكر اسم خالقه بقلبه ولسانه فصلى خاشعا ممثلا .
16- لم تفعلوا ما يؤدى إلى الفلاح . بل تقدمون فى اهتمامكم الحياة الدنيا على الآخرة .
17- والآخرة خير من الدنيا بصفاء نعيمها ، وأبقى بدوامه .
18 ، 19- إن هذا المذكور فى هذه السورة لثابت فى الصحف الأولى - صحف إبراهيم وموسى - فهو مما توافقت فيه الأديان وسجلته الكتب السماوية .
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً (4) 1- هل أتاك - يا محمد - حديث القيامة التى تغشى الناس بأهوالها؟ .
2 ، 3- وجوه يوم القيامة ذليلة ، دائبة العمل فيما يتعبها ويشقيها فى النار .
4- تدخل ناراً شديدة الحرارة .
تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آَنِيَةٍ (5) لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (6) لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ ( لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10) لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (11) فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12) فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16) أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) 5- تشرب من عين تناهى حرها .
6- ليس لهم طعام إلا من نوع خبيث يُعذَّب به آكله .
7- لا يؤثر سمنا فى الأجسام ، ولا ينفع شيئاً من جوع .
8 ، 9 ، 10- وجوه يوم القيامة ذات نضارة جزاء عملها الذى عملته فى الدنيا
راضية فى جنة مرتفعة مكاناً وقدراً .
11 ، 12- لا تسمع فيها كلمات لا معنى لها ولا فائدة منها ، فيها عين جارية بالماء لا تنقطع .
13- فيها سرر مرتفعة مكاناً وقدراً زيادة لهم فى النعيم .
14- وأكواب حاضرة بين أيديهم .
15- ووسائد صف بعضها إلى جانب بعض .
16- وبُسط كثيرة متفرقة فى المجالس .
17- أيهملون التدبر فى الآيات ، فلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت خلقاً بديعاً يدل على قدرة الله؟ .
وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24) 18- وإلى السماء التى يشاهدونها دائماً ، كيف رفعت رفعاً بعيد المدى بلا عمد؟ .
19- وإلى الجبال التى يصعدون إلى قممها ، كيف أقيمت شامخة ، تمسك الأرض فلا تميل ولا تميد؟ .
20- وإلى الأرض التى يتقلبون عليها كيف بسطت ومهدت؟ .
21 ، 22- فذكر بدعوتك ، إنما مهمتك التبليغ ، لست عليهم بمتسلط .
23 ، 24- لكن من أعرض منهم وكفر ، فيعذبه الله العذاب الأكبر الذى لا عذاب فوقه .
إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26)
25- إن إلينا رجوعهم بالموت والبعث ، لا إلى غيرنا .
26- ثم إن علينا وحدنا حسابهم وجزاءهم .
وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ( 1- أقسم بضوء الصبح عند مطاردته الليل .
2- وبليال عشر مفضلة عند الله .
3- وبالزوج والفرد من كل شئ .
4- وبالليل إذ يَنْقَضى بحركة الكون العجيبة .
5- هل فيما ذكر من الأشياء ما يراه العاقل قسماً مقنعاً؟
6 ، 7- ألم تعلم كيف أنزل ربك عقابه بعاد - قوم هود - أهل إرم ذات البناء الرفيع؟!
8- التى لم يُخلق مثلها فى البلاد متانة وضخامة بناء .
وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) 9- وألم تعلم كيف أنزل ربك عقابه بثمود - قوم صالح - الذين قطعوا الصخر من الجبال يبنون به القصور بالوادى؟!
10- وألم تعلم كيف أنزل ربك عقابه بفرعون وجنوده الكثيرون الذين يشدون ملكه كما تشد الأوتاد الخيام؟!
11- الذين تجاوزوا الحدود فى البلاد .
12- فأكثروا فيها الفساد بالكفر والظلم .
13- فأنزل عليهم ربك ألواناً ملهبة من العذاب .
14- إن ربك ليرقب عمل الناس ، ويحصيه عليهم ، ويجازيهم به .
15- فأما الإنسان إذا ما اختبره ربه فأكرمه ، ونعَّمه بالمال والجاه والقوة ، فيقول مغترا بذلك : ربى فَضَّلَنى لاستحقاقى لهذا .
16- وأما إذا ما اختبره ربه بضيق الرزق فيقول - غافلا عن الحكمة فى ذلك - : ربى أهاننى .
17- ارتدعوا ، فليس الأمر كما تقولون . بل أنتم لا تكرمون اليتيم .
18- ولا يحث بعضكم بعضاً على إطعام المساكين .
19- وتأكلون المال الموروث أكلاً لمَّاً ، لا تميزون فيه بين ما يحمد وما يذم .
وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20) كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) 20- وتحبون المال حباً كثيراً يدفعكم إلى الحرص على جمعه والبخل بإنفاقه .
21- ارتدعوا عن تلك الأفعال لما ينتظركم من الوعيد إذا سويت الأرض تسوية بعد تسوية .
22- وجاء ربك مجيئاً يليق به سبحانه ، وجاءت الملائكة صفا صفا .
23- وجئ يومئذٍ بجهنم دار العذاب . ويوم يحدث ذلك : يتذكر الإنسان ما فرَّط فيه ، ومن أين له الذكرى النافعة ، وقد فات أوانها؟
24- يقول نادماً : يا ليتنى قدَّمت فى الدنيا أعمالاً صالحةً تنفعنى لحياتى الآخرة .
25 ، 26- فيومئذٍ تكون هذه الأحوال ، لا يعذب أحد كعذاب الله ، ولا يقيد أحد كقيده .
27- يا أيتها النفس المطمئنة بالحق .
28- ارجعى إلى رضوان ربك راضية بما أوتيت من النعم . مرضية بما قدَّمت من عمل .
29- فادخلى فى زمرة عبادى الصالحين .
30- وادخلى جنتى دار النعيم المقيم .
لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) 1- أقسم قسماً مؤكداً بمكة البلد الحرام .
2- وأنت مقيم بهذا البلد تزيده شرفاً وقدراً .
3- وبوالد وما ولد وبهما حفظ النوع وبقاء العمران .
4- لقد خلقنا الإنسان فى مشقة وتعب منذ نشأته إلى منتهى أمره .
5- أيظن الإنسان المخلوق فى هذه المشقة أن لن يقدر على إخضاعه أحد؟
6- يقول : أنفقت فى عداوة محمد - صلى الله عليه وسلم - والصَّد عن دعوته مالاً كثيراً .
7- أيظن أن أمره قد خفى فلم يطَّلع عليه أحد حتى من خلقه؟
أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ( وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10) فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20) 8 ، 9- ألم نخلق له عينين ينظر بهما؟ ولساناً وشفتين ليتمكن من النطق والإبانة؟
10- وبيَّنا له طريقى الخير والشر وهيَّأناه للاختيار؟
11- فلا انتفع بما هيَّأناه له ، ولا تخطى العقبة التى تحول بينه وبين النجاة ، وهى شح نفسه .
12- وأى شئ أعلمك ما اقتحام العقبة؟!
13- عتق لنفس وتحريرها من العبودية .
14- أو إطعام فى حالات المجاعة .
15- يتيماً ذا قرابة يُواسى لرحمه وفقره .
16- أو مسكيناً ذا حاجة وافتقار .
17- ثم كان مع ذلك من أهل الإيمان الذين يتواصون فيما بينهم بالصبر وبالرحمة .
18- أولئك الموصوفون بهذه الصفات هم السعداء أصحاب اليمين .
19- والذين كفروا بما نصبناه دليلاً على الحق من كتاب وحجة هم الأشقياء أهل الشؤم والعذاب .
20- عليهم نار مطبقة مُغلَّقة أبوابها .
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ( 1- أقسم بالشمس وبضوئها وإشراقها وحرارتها .
2- وبالقمر إذا تبعها وخلَفها فى الإضاءة بعد غروبها .
3- وبالنهار إذا أظهر الشمس واضحة غير محجوبة .
4- وبالليل إذا يغشى الشمس ، فيغطى ضوءها .
5- وبالسماء وبالقادر العظيم الذى رفعها وأحكم بناءها .
6- وبالأرض وبالقادر العظيم الذى بسطها من كل جانب ، وهيَّأها للاستقرار ، وجعلها مهادا للإنسان .
7- وبالنفس ومَن أنشأها وعدَّلها بما أودع فيها من القوى .
8- فعرفها الحسن والقبيح ، ومنحها القدرة على فعل ما تريد منهما .
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15) 9- قد فاز من طَهَّرَ نفسه بالطاعات وعمل الخير .
10- وقد خسر من أخفى فضائلها ، وأمات استعدادها للخير .
11 ، 12- كذَّبت ثمود نبيها بطغيانها وبغيها ، حين نهض أشقاها مريداً عقر الناقة .
13- فقال لهم صالح - رسول الله - : اتركوا ناقة الله تأكل فى أرض الله ، واحذروا منعها الشرب فى يومها .
14- فكذَّبوا رسولهم فى وعيده فعقروها ، فدمر عليهم ربهم ديارهم بذنبهم ، فسواها بالأرض .
15- ولا يخاف تبعة هذه العقوبة؛ لأنها الجزاء العادل لما صنعوا .
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) 1- أقسم بالليل حين يعم ظلامه .
2- وبالنهار إذا سطع ضوؤه .
3- وبالله الذى خلق الصنفين الذكر والأنثى من كل ما يتوالد .
4- إن سعيكم لمختلِف ، فمنه ما يسعد به الساعى ، ومنه ما يشقى به .
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ( وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) 5 ، 6 ، 7- فأما مَن أنفق فى سبيل الله ، وخاف ربه فاجتنب محارمه ، وأيقن بالفضيلة الحسنى ، وهى الإيمان بالله عن علم ، فسنهيئه للخصلة التى تؤدى إلى يسر وراحة بتوجيهه إلى طريق الخير .
8 ، 9 ، 10- وأما مَن بخل بماله فلم يؤد حق الله فيه ، واستغنى به عما عند الله ، وكذب بالخصلة الحسنى ، فسنهيئه للخصلة التى تؤدى إلى العسر والشقاء الأبدى .
11- وأى شئ من العذاب يدفعه عنه ماله الذى بخل به إذا هلك؟
12- إن علينا بمقتضى حكمتنا أن نبين للخلق طريق الهدى .
13- وإن لنا - وحدنا - لأمر التصرف فى الدارين .
14- فَخَوَّفْتُكُم ناراً تتوقد وتتلهب .
15 ، 16- لا يدخلها مخلَّدا فيها إلا الكافر الذى كذَّب بالحق وأعرض عن آيات ربه .
17 ، 18- وسيُبعد عنها المبالغ الأكثر خشية لله وإعراضا عن معاصيه . الذى يعطى ماله فى وجوه اليسر يتطهر من رجس البخل ودنس الإمساك .
19- وليس لأحد عند هذا المنفق من نعمة أو يد يكافأ بهما .
إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)
20- لكن يعطيه ابتغاء وجه ربه الأعلى .
21- ولسوف ينال من ربه ما يبتغيه على أكمل الوجوه حتى يتحقق له الرضا .
وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5) أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ( 1- أقسم بوقت ارتفاع الشمس . والنشاط فى العمل .
2- وبالليل إذا سكن وامتد ظلامه .
3- ما تركك ربك - يا محمد - وما كرهك .
4- ولعاقبة أمرك ونهايته خير من بدايته .
5- وأقسم لسوف يعطيك ربك من خيرى الدنيا والآخرة حتى ترضى .
6- ألم يجدك يتيماً تحتاج إلى مَن يرعاك ، فآواك إلى مَن يحسن القيام بأمرك؟
7- ووجدك حائراً لا تقنعك المعتقدات حولك ، فهداك إلى منهج الحق؟
8- ووجدك فقيراً من المال فأغناك بما أعطاك من رزق؟
فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) 9 ، 10 ، 11- إذا كان هذا حالنا معك ، فأما اليتيم فلا تذله ، وأما السائل فلا ترده بقسوة ، وأما بنعمة ربك فحدِّث شكراً لله وإظهاراً للنعمة .
أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ( 1- قد شرحنا لك صدرك بما أودعنا فيه من الهدى والإيمان .
2- وخففنا عنك ما أثقل ظهرك من أعباء الدعوة بمساندتك وتيسير أمرك .
3- الذى أثقل ظهرك .
4- ونوهنا باسمك ، فجعلناه مذكوراً على لسان كل مؤمن مقروناً باسمنا .
5- تلك بعض نعمتنا عليك ، فكن على ثقة من ألطافه تعالى ، فإن من العسر يسراً كثيراً يحيط به .
6- إن مع العسر يسراً كثيراً كذلك .
7- فإذا فرغت من أمر الدعوة ومقتضيات الجهاد ، فاجتهد فى العبادة وأتعب نفسك فيها .
8- وإلى ربك - وحده - فاتجه بمسألتك وحاجتك .
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ( 1- أقسم بالتين والزيتون لبركتهما وعظيم منفعتهما .
2- وبالجبل الذى كلَّم الله عليه موسى .
3- وهذا البلد - مكة - المعظمة ، يشهد بعظمتها مَن زارها . الآمن مَنْ دخلها .
4- لقد خلقنا جنس الإنسان مقوماً فى أحسن ما يكون من التعديل . متصفاً بأجمل ما يكون من الصفات .
5- ثم أنزلنا درجته إلى أسفل سافلين لعدم قيامه بموجب ما خلقناه عليه .
6- لكن الذين آمنوا وعملوا الأعمال الصالحة ، فلهم أجر غير مقطوع عنهم ولا ممنون به عليهم .
7- فأى شئ يحملك على التكذيب بالبعث والجزاء . بعد أن وضحت قدرتنا على ذلك؟!
8- أليس الله الذى فعل ما أنبأناك به بأحكم الحاكمين صنعاً وتدبيراً؟!
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (7) 1- اقرأ - يا محمد - ما يوحى إليك مفتتحاً باسم ربك الذى له - وحده - القدرة على الخلق .
2- أوجد الإنسان الكامل الجسم والعلم من علق .
3- امض فى القراءة وربك الأكرم يقدرك ولا يخذلك .
4- الذى علَّم الإنسان الكتابة بالقلم ولم يكن يعلمها .
5- علم الإنسان ما لم يكن يخطر بباله .
6 ، 7- حقاً إن الإنسان ليجاوز الحدود يستكبر على ربه ، من أجل أن رأى نفسه ذا غنى وثراء .
إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19) 8- إن إلى ربك - وحده - يا محمد رجوع الكل بالبعث والجزاء .
9 ، 10- أأبصرت هذا الطاغى الذى ينهى عبداً عن الصلاة إذا صلى؟!
11 ، 12- أخبرنى عن حال هذا الطاغى إن كان على الهدى فى نهيه ، أو أمر بالتقوى فيما أمر .
13- أخبرنى عن حال هذا الناهى إن كذَّب بما جاء به الرسول ، وأعرض عن الإيمان والعمل الطيب .
14- أجهل أن الله يطلع على أحواله فيجازيه بها؟!
15- ردْعاً لهذا الناهى ، لئن لم ينزجر عما هو عليه لنأخذن بناصيته إلى النار بشدة .
16- ناصية يعلو وجه صاحبها الكذب وآثار الخطيئة .
17- فليطلب عشيرته وأهل مجلسه ليكونوا نصراء فى الدنيا أو فى الآخرة .
18- سندعو جنودنا لينصروا محمداً ومَن معه ، وليدفعوا هذا الناهى وأعوانه إلى جهنم .
19- ردْعاً لهذا الناهى ، لا تطعه فيما نهاك عنه ، ودم على صلاتك وواظب على سجودك ، وتقرَّب بذلك إلى ربك .
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) 1- إنا أنزلنا القرآن فى ليلة القدر والشرف .
2- وأى شئ أعلمك ما ليلة القدر والشرف؟!
3- ليلة القدر والشرف خير من ألف شهر بما اختصت به من تنزيل القرآن الكريم .
4- تنزل الملائكة وجبريل فيها إلى الأرض بإذن ربهم من أجل كل أمر .
5- أمان من الأذى والسوء ، هى كذلك حتى مطلع الفجر .
لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ (1) رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً (2) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (3) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) 1- لم يكن الذين كفروا بالله وبرسوله من اليهود والنصارى ، ومن المشركين منصرفين عن غفلتهم وجهلهم بالحق حتى تأتيهم الحُجة القاطعة .
2 ، 3- رسول مبعوث من عند الله يقرأ عليهم صحفاً مُنزَّهة عن الباطل ، فيها أحكام مستقيمة ناطقة بالحق والصواب .
4- وما تفرق الذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى . إلا من بعد ما جاءتهم الحُجة الواضحة الدالة على أن محمداً هو رسول الله الموعود به فى كتبهم .
5- وما كُلِّفوا بما كُلِّفوا به إلا لتكون عبادتهم لله مخلصين له الدين ، مائلين عن الباطل مستقيمين على الحق ، وأن يحافظوا على الصلاة ويؤدوا الزكاة ، وذلك دين الملة المستقيمة .
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ (6) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ( 6- إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم يصلونها ولا يخرجون منها . أولئك هم شر الخليقة عقيدة وعملاً .
7- إن الذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الأعمال الصالحة ، أولئك هم خير الخليقة عقيدة وعملاً .
8- جزاؤهم فى الآخرة على ما قدموا من الإيمان والأعمال الصالحة ، جنات إقامة تجرى من تحتها الأنهار ماكثين فيها أبداً ، قَبِلَ الله أعمالهم ، وشكروا إحسانه إليهم . ذلك الجزاء لمَن خاف عقاب ربه ، فآمن وعمل صالحاً .
إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) 1- إذا حُرِّكت الأرض حركة شديدة ، واضطربت أقوى ما يكون من التحريك والاضطراب الذى تطيقه وتحتمله .
2- وأخرجت الأرض ما فى بطنها من الكنوز والموتى .
3- وقال الإنسان فى دهشة وخوف : ما للأرض تتزلزل ، وتخرج ما فى بطنها . جاءت الساعة؟!
4 ، 5- يومئذٍ تُحَدِّث الأرض الإنسان أخبارها التى أفزعته بأن ربه وخالقه أوحى لها : أن تتزلزل وتضطرب ، فسارعت إلى امتثال أمره .
6- يومئذٍ يخرج الناس من قبورهم سراعاً متفرقين ، ليتبيَّنوا حسابهم وجزاءهم الذى وعدهم الله به .
فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (
7- فمن يعمل زنة ذرة من التراب خيراً . يره فى صحيفته ويلق جزاءه عليه .
8- ومن يعمل زنة ذرة من التراب شراً . يره كذلك ، ويلق جزاءه ولا يظلم ربك أحداً .
وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6) وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ (7) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ( 1- أقسم بخيل الجهاد المسرعات ، يسمع لأنفاسها صوت هو : الضبح .
2- بالخيل التى تخرج شرر النار من الأرض بوقْع حوافرها واندفاعها فى سيرها .
3- بالخيل التى تغير على العدو قبل طلوع الشمس .
4- فأثارت هذه الخيل فى مواقع العدو غباراً كثيفاً لا يشق .
5- فجعلن الغبار يتوسط جمع العدو حتى يصيبه الرعب والفزع .
6- إن الإنسان لنعم ربه التى لا تحصى لشديد الكفران والجحود .
7- وإنه على ذلك فى الآخرة لشهيد على نفسه معترف بذنوبه .
8- وإنه لحبه المال وحرصه عليه لبخيل به لا يؤدى ما وجب فيه .
أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (9) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10) إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (11) 9 ، 10- أجهل عاقبة أمره فلا يعلم إذا نُشِر ما فى القبور من أجساد ، وجُمِع ما فى الصدور - وقد سُجل فى صحفهم - من خير اكتسبوه وشر اقترفوه .
11- إن ربهم وخالقهم - بأعمالهم وجزائهم يوم البعث والحساب - لخبير .
الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (5) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) 1- هى القيامة التى تبدأ بالنفخة الأولى ، وتنتهى بفصل القضاء بين الناس .
2- أى شئ عجيب - هى - فى ضخامتها وخطرها وفظاعتها؟!
3- أى شئ أعلمك ما شأن القارعة فى هولها على النفوس؟!
4- هى كائنة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث كثرة وتدافعاً يميناً وشمالاً ضعيفاً ذليلاً .
5- وتكون الجبال كالصوف الملون المنفوش فى تفرق الأجزاء والتطاير فى الجو هنا وهناك .
6 ، 7- فأما مَن ثقلت موازينه فرجحت حسناته على سيئاته ، فهو فى عيشة يرضاها صاحبها تطيب نفسه بها .
وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ( فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11) 8 ، 9- وأما مَن خفت موازينه فرجحت سيئاته على حسناته ، فمأواه جهنم .
10- وما أعلمك ما الهاوية؟!
11- نار حامية لا تبلغ حرارتها أية نار مهما سُعِّرت وألقى فيها من وقود .
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ( 1 ، 2- شغلكم عن الواجبات والطاعات تباهيكم بالأولاد والأنصار ، وتفاخركم بالأموال والأحساب والأنساب حتى أصابكم الموت .
3- حقا سوف تعلمون عاقبة سفهكم وتفريطكم .
4- ثم حقا سوف تعلمون حتماً تلك العاقبة .
5- حقا لو تعلمون يقيناً سوء مصيركم لفزعتم من تكاثركم وتزودتم لآخرتكم .
6- أقسم لكم وأؤكد - أيها الناس - أنكم ستشاهدون النار الموقدة .
7- ثم أقسم وأؤكد أنكم ستشاهدونها عياناً ويقيناً .
8- ثم أقسم وأؤكد أنكم ستحاسبون على ألوان النعيم الذى أُترفتم فيه واستمتعتم به ، ولم تؤدوا فيه حق لله .
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) 1- أقسم بالزمان لكثرة ما انطوى عليه من عجائب وعبر .
2- إن كل إنسان لفى نوع من الخسران . لما يغلب عليه من الأهواء والشهوات .
3- إلا الذين آمنوا بالله وعملوا الصالحات ، وأقاموا على الطاعات ، وأوصى بعضهم بعضا بالتمسك بالحق اعتقادا وقولاً وعملاً ، وأوصى بعضهم بعضا بالصبر على المشاق التى تعترض مَن يعتصم بالدين ، فهؤلاء ناجون من الخسران . مُفلحون فى الدنيا والآخرة .
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ ( فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9) 1- عذاب شديد وهلاك لمن دأبه أن يعيب الناس بالقول أو بالإشارة أو يتكلم فى أعراضهم .
2- الذى جمع مالاً كثيرا وأحصى عدَّه مرة بعد أخرى حبا له ، وتلذذا بإحصائه . دون أن يؤدى فيه حق الله تعالى .
3- يظن أن ماله يخلده فى الدنيا ويدفع عنه ما يكره .
4- ليرتدع عن هذا الظن ، والله ليطرحن - لسوء عمله - فى النار التى تحطم كل ما يلقى فيها .
5- وأى شئ أعلمك ما حقيقة هذه النار الحطمة؟
6- نار الله المسعَّرة بأمره الموقدة دائما .
7- التى تصل القلوب وتُحيط بها .
8 ، 9- إنها عليهم مغلَّقة الأبواب ، وهم موثقون فيها مشدودون إلى عُمُدٍ ممدودة . فلا حركة لهم فيها ولا خلاص لهم منها .
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) 1- قد علمت - يا محمد - علماً لا يخالطه شك فِعْل ربك بأصحاب الفيل؛ الذين قصدوا الاعتداء على البيت الحرام .
2- قد علمت أن الله قد جعل سعيهم لتخريب الكعبة فى تضييع وإبطال ، فخيب مسعاهم ، ولم ينالوا قصدهم .
3- وسلَّط الله عليهم من جنوده طيرا أتتهم جماعات متتابعة وأحاطت بهم من كل ناحية .
4- تقذفهم بحجارة من جهنم .
5- فجعلهم كورق زرع أصابته آفة فأتلفته .
لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4) 1 ، 2- أعجبوا لما يَسَّرْتُ لهم رحلة الشتاء إلى اليمن ، ورحلة الصيف إلى الشام فى اطمئنان وأمن للاتجار وابتغاء الرزق .
3- فليخلصوا العبادة لرب هذا البيت الذى مكَّنهم من هاتين الرحلتين .
4- الذى أطعمهم من جوع وهم بواد غير ذى زرع ، وآمنهم من خوف والناس يُتَخطَّفون من حولهم .
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7) 1- أَعَرَفْت الذى يكذب بالجزاء والحساب فى الآخرة؟
2 ، 3- إن أردت أن تعرفه فهو الذى يدفع اليتيم دفعا عنيفا ، ويقهره ويظلمه ، ولا يحث على إطعام المسكين .
4 ، 5- فهلاك للمصلين المتصفين بهذه الصفات الذين هم عن صلاتهم غافلون غير منتفعين بها .
6- الذين هم يظهرون للناس أعمالهم لينالوا المنزلة فى قلوبهم والثناء عليهم .
7- ويمنعون معروفهم ومعونتهم عن الناس .
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) 1- إنا أوليناك الخير الكثير الدائم فى الدنيا والآخرة .
2- وإذا أعطيت ذلك فَدُمْ على الصلاة لربك خالصة له ، وانحر ذبائحك شكرا لله على ما أولاك من كرامة ، وخصَّك من خير .
3- إن مَن يكرهك هو المنقطع عن كل خير .
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) 1- قل - يا محمد - : يا أيها الكافرون المصرون على كفرهم .
2- لا أعبد الذي تعبدون من دون الله .
3- ولا أنتم عابدون الذى أعبد ، وهو الله وحده .
4- ولا أنا عابد مثل عبادتكم لأنكم مشركون .
5- ولا أنتم عابدون مثل عبادتى لأنها التوحيد .
6- لكم دينكم الذى اعتقدتموه ، ولى دينى الذى ارتضاه الله لى .
إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) 1- إذا تحقق نصر الله والفتح لك وللمؤمنين .
2- ورأيت الناس يدخلون فى دين الله جماعات جماعات .
3- فاشكر ربك ، وسبح بحمده . واطلب مغفرته لك ولأمتك . إنه كان تَوَّابا كثير القبول لتوبة عباده .
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5) 1- هلكت يدا أبى لهب اللتان كان يؤذى بهما المسلمين ، وهلك معهما .
2- ما دفع عنه عذاب الله ماله الذى كان له ، ولا جاهه الذى كسبه .
3- سيدخل نارا مشتعلة يحترق فيها .
4- وستدخل امرأته حَمَّالة النميمة بين الناس النار كما دخلها .
5- فى عنقها حبل من ليف للتنكيل بها .
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4) 1- قل - يا محمد - لمن قالوا مستهزئين : صف لنا ربك : هو الله أحد لا سواه ، ولا شريك له .
2- الله المقصود - وحده - فى الحوائج والمطالب .
3 ، 4- لم يتخذ ولدا ، ولم يولد من أب أو أم ، ولم يكن له أحد شبيها أو نظيرا ، وليس كمثله شئ .
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5) 1- قل أعتصم برب الصبح الذى ينجلى الليل عنه .
2- من شر كل ذى شر من المخلوقات التى لا يدفع شرها إلا مالك أمرها .
3- ومن شر الليل إذا اشتد ظلامه .
4- ومن شر من يسعى بين الناس بالإفساد باستخدام السحر .
5- ومن شر حاسد يتمنى زوال النعمة عن غيره .
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) 1- قل : أعتصم برب الناس ومدبِّر شئونهم .
2- مالك الناس ملكاً تاماً حاكمين أو محكومين .
3- إله الناس القادر على التصرف الكامل فيهم .
4- من شر الموسوس للناس الذى يمتنع إذا استعنت عليه بالله .
5- الذى يُلقى - فى خفية - فى صدور الناس ما يصرفها عن سبيل الرشاد .
6- من الجن والإنس .